كمن ينتظر مولوده الأول، عاش شهورا وأياما
وساعات يحلم باليوم الذي يرى فيه مولوده النور، ليستمع إلى تهاني المحبين
والأصدقاء وجمهور عريض، لكنها الفرحة التي شابها الحزن، بعدما تهاوت أحلامه
وتعرض الفيلم بحسب وصفه لمؤامرة، هو الفنان الكوميدي الموهوب ''فزاع'' أو
هشام إسماعيل..
عن تجربة البطولة لأيول مرة والمؤامرة التي
تعرض لها الفيلم، وجديده في مشواره الفني، تحدث هشام خلال الندوة التي
أقامها ''مصراوي'' احتفالا بفيلم ''فزاع''...
في البداية، حدثنا عن فكرة تحويل شخصية ''فزاع'' لفيلم؟
قدمت عمل يمكن أزمته الوحيدة أن البعض يراه
حاجة تقليدية، والشيء الوحيد التقليدي في الموضوع أنني أخذت شخصية ناجحة
وقدمتها في فيلم، وهو أمر يحدث طوال الوقت في مصر وخارج مصر، لكن الناس
أصبح لديها دائما انطباع أن مثلا محمد سعد عمل ''اللمبي'' وينسوا أنه نجح
وكسر الدنيا، ويقولك هو مفيش غير اللمبي رغم إنه طول الوقت يحقق نجاحات،
لكن تقديمه لشخصيات عنيفة الملامح جعلت الناس تشعر أن هناك تكرار، وبالنظر
إلى ''اللمبي'' عند طرحه سنجده حقق 22 مليون جنيه، و''اللي بالي بالك'' 18
مليون جنيه، وأحمد مكي عمل نفس الحكاية عندما قدم شخصية ''دبور'' في فيلم
بعد تقديمها في ''تامر وشوقية''، فقدمت فكرة واضح أنها بتحقق نجاح في مصر.
ولماذا لم تفكر في تقديم فيلمك بشخصية جديدة بعيدة عن ''فزاع''؟
فكرت في استغلال شخصية ناجحة الناس عايزة
تشوفها في قماشة ألطف وأعرض، ويُقال من خلالها معاني مختلفة بعيدا عن كونها
شخصية تُضحك الجمهور في مسلسل ''الكبير أوي''، وهو مسلسل ضحك صريح من أجل
الضحك، ليس من وراءه هدف، فقررت أن أقول من خلال فزاع بعض المعاني، وأقدم
فيلم سينمائي أقول فيه ما أريد، وفي نفس الوقت يعيش الفيلم مثل الأفلام
التي تعيش بيننا من الأفلام القديمة التي قُدمت حتى أواخر الثمانينات
ومنتصف التسعينات، بالإضافة إلى أن المنتجين كانوا سيرفضون تقديمي كهشام
بشخصية جديدة، لكن ''فزاع'' سيحفز لديهم روح المغامرة، خاصة أن لديه جمهور،
فكل عوامل النجاح متوفرة، بالإضافة إلى رغبتي في تقديم موضوع مختلف لا
يصلح لتقديمه سوى ''فزاع'' إنسان بسيط عفوي ردود أفعاله غير متوقعة، فذهبت
للفنانة إسعاد يونس في الشركة العربية، ووجهتني لشركة فاين آرت للإنتاج
وانطلق المشروع.
البعض يقول إن الشخصية اصبحت مستهلكة بسبب الحملة الإعلانية التي قدمتها مؤخرا، فما تعليقك؟
نعيش في زمن الجمهور يبحث فيه عن الضحك حتى لو
كان بلا هدف، ولو كان الفيلم يستهدف الضحك فقط الجمهور كان سيشاهده، أما عن
فكرة استهلاك الشخصية فأنا لا أراها صحيحة لأن الشخصية لم تظهر سوى في عمل
واحد هو ''الكبير أوي'' وفي حالة أننا جمعنا كل مشاهدها في المسلسل على
مدار الأربع أجزاء لن تتجاوز النصف ساعة، فالجمهور لم يشبع من فزاع، أما
الإعلانات فشكلت دعاية للفيلم نفسه، ولم تؤثر سلبا على الفيلم، وعلى
المستوى الفني والورق الفيلم مكتوب بصورة جيدة والدليل أن نجوم كبار وافقوا
على الاشتراك فيه، مثل الفنان حمدي الوزير، والفنانة سيمون، وغيرهم، حتى
تعديلاتهم على الورق كانت محدودة، لأن سيناريو ''فزاع'' متماسك بنسبة كبيرة
جدا.
وما هي العوامل التي كنت تراهن عليها لنجاح فيلم ''فزاع''؟
السيناريو كان جيد ومتماسك، ونقدم شخصية لها
شعبية، وحملة الإعلانات التي أرسلها لنا الله، كانت ناجحة جدا، ويتبقى
الترويج الجيد للفيلم لأن هناك شخصية لها أرضية جماهيرية واسعة، فعليك أن
تسعى للوصول للجمهور المستهدف، وهو الطفل والأسرة من خلال حملة ترويج غير
نمطية، لكن شركة الإنتاج استخدموا الترويج الكلاسيكي، وغاب التسويق في
أوقات أخرى، فأصبح هناك فيلم لا يعرف عنه الجمهور شيء، عكس الأفلام الأخرى
التي تنافسه طوال اليوم إعلانات وتسويق لدرجة أن أنا شخصيا أحببت مشاهدة
الفيلم بسبب حملته الإعلانية.
فالجمهور يدخل الأفلام الأخرى بسبب الإلحاح،
رغم أن هذا الأفلام لا تضم سوبر ستار، فهم شباب يغامرون بعملهم، لكنهم
نجحوا في جذب انتباه الجمهور عبر الحملة الترويجية.
ولماذا لم تقم الشركة المنتجة بتوفير الدعاية اللازمة للعمل؟
حقيقة لا أعرف السبب، ''الظاهر عملنا فيلم حرام فمكسوفين يقولوا، أو يخشون من الحسد تقريبا، مش فاهم''.
وكيف جاءتك فكرة الاستعانة بالفنان حمدي الوزير في الفيلم؟
مواقع الفيسبوك أكدت أن الفنان حمدي الوزير
خالد في ذاكرة الجمهور، لدرجة أنهم عملوا صورة معبرة من أحد أفلامه،
يستخدمونها طوال الوقت وفي مواقف مختلفة، وفكرت في ظهور الفنان حمدي الوزير
بشخصيته الحقيقية لأنه أشهر من أي شخصية سيقدمها، حبيت الجمهور يشوفوه
بصورة ثانية خفيفة الظل.
تذكر انك تعلمت الكثير من تجربة فزاع، فما الذي تعلمته؟
''بسخرية'' فهمت ما الذي يحتاجه السوق
والجمهور، وهو أن أظهر في برامج المسابقات التي كنت أرفضها، وأقع في المياه
وأهزر طوال الوقت وأقول نكت، فهي كلها أشياء استطيع القيام بها، والجمهور
عايز كدا، أنا فهمت الموضوع، أجبروا الواحد أن صورة الفنان تطلع أنه تافه،
عشان يدي انطباع أن فيلمه تافه، فالجمهور يقول الله ده هيبسطنا، معظم
الفنانين بيدعوا التفاهة ليكسبوا الجمهور، لكن الصح هو الارتقاء بذوق
الناس.
وهل يبحث الجمهور عن التفاهة والهلس فقط؟
الجمهور حاليا تحت ضغط وفي حالة نفسية غير
سوية، لا يستطيع تقييم الأشياء بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، فيريد
دخول فيلم يفرغ طاقته المشحونة من الضغوط، لا أن يشاهد عمل يذكره أو يحمله
هموما أخرى، فالجمهور عايز هلس لانه غير قادر على احتمال الكبت الذي يعانيه
في حياته العادية، وحرفنة المبدع أن يقدم ما يريد ولكن مغلفا بما يبحث عنه
الجمهور.
ما الذي تحلم به؟
أحلم بأن يتم وضعي في يوم ضمن فئة الكوميديانات القدامى، مثل إسماعيل ياسين ونجيب الريحاني.
هل الفيلم سبب لك احباط، وقررت ألا تقدم شخصية ''فزاع'' مرة أخرى؟
بالعكس، الفنان لابد أن يتوقع دائما النجاح
والفشل، وعنده خطط جاهزة، الصدمة كانت في شعوري بأن المنافسة لم تكن شريفة،
فليس هناك أزمة في أن الفيلم يُترك ولا يأتي بجنيه، لكن أتاكد أن هناك خطأ
في شيء معين، وأضع يدي عليه، وبالطبع أصبت بإحباط في البداية ''وسيطرت
عليا فكرة بتحطموا حلم واحد، والحاجات المسلسلاتي دي''، لكن الناس تنسى
سريعا، ففكرت أن غدا سأقدم عمل جيد بمنطقي نوعا ما وبمنطق السوق أيضا،
وتنجح والجمهور يقول تصدق إن الراجل ده كان مظلوم، والفيلم بالنسبة لي
مباراة في الدوري ومازال الدوري طويل، واحنا لسه مكملين.
هل من الممكن أن تقدم فزاع مرة ثانية في السينما؟
ممكن جداً ولكن في إطار يستدعي وجود فزاع، فزاع
ما هو إلا كوبري يتقدم من خلاله موضوع عن الحلم والبحث عن تحقيق الذات،
فهو شخص بسيط يقابل ناس مهمة في حياته يكسبوه خبرة، فليس هناك أبسط أو أكثر
عفوية من فزاع، لكن أنا عمري ما هقدم شخصية بهذا الشكل مرة أخرى، لأني
اكتشفت حاجة ان الجمهور عنده تحفظ على البطل الضعيف، الغفير العسكري لازم
يطلع جامد بيحطم كل الحاجات.
وماذا عن دور ''فزاع في الجزء الخامس من ''الكبير أوي''؟
كلموني في شهر يناير وتسلمت فعلا خمس حلقات،
قاموا بتصويرها، ولم يتم استدعائي حتى الآن لتصوير مشاهدي في هذه الحلقات،
وانا معتاد على ذلك لأن المشاهد قد تختلف عند التصوير، لكن هل سيستعينوا بي
فعلا أم لا، يُسأل في ذلك صُناع العمل.
ذكرت في حوار أن لو الفيلم كان من إنتاج السبكي كان نجح، هل حاولت تعرض الفيلم علي السبكي في البداية؟
تعاونت مع المنتج أحمد السبكي في ثلاث أفلام،
وأقدره جدا، لأنه من الأشخاص الذكية جداً في إدارة شئون الإنتاج فهو يعرف
السلعة التي يقدمها، والجمهور الذي تستهدفه، وهناك أفلام انتجها تعجبني
جدا، لكن لم أعرض عليه الفيلم، لأنني بالنسبة للسبكي جديد على البطولة فقد
يتردد في إنتاج الفيلم، وكان من الممكن أن يوافق عليه لكن يتم تأجيله،
والسبكي يذهب لمدام إسعاد في توزيع أفلامه، ففكرت أن أذهب لها لتوجهني، وهي
من اختارت لي الشركة التي انتجت الفيلم، ولو كانت وجهتني للسبكي كنت سأذهب
له، وكان سيضمن لي دعاية جيدة للفيلم، وسيضع التوابل الخاصة بالخلطة
السُبكية في الفيلم، فلكل طبيعة فيلم خلطة يتقنها السبكي، فهو صانع للسينما
رغم أنف أي أحد، فالواقع يقول إن السبكي ناجح في صناعة السينما، وقريبا
سيطرح فيلم ''الليلة الكبيرة'' هيكسر الدنيا، كنت أتمني التوجه لأحمد
السبكي من البداية.
حدثنا عن اختيارك لتجسيد شخصية الفنان نجيب الريحاني في مسلسل تليفزيوني؟
الفكرة أن المسلسل كتبه الكاتب محمد الغيطي منذ
فترة طويلة، ورشح لتقديم الدور نجوم كبار مثل الفنان أشرف عبد الباقي،
والفنان صلاح عبدالله، والفنان عابد الفهد، لكن تم التأجيل أكثر من مرة،
واعتذر النجوم عن العمل، وكنت قد قابلت الغيطي منذ فترة وتحدثت معه عن عشقي
لشخصية الريحاني، وأنني أتمنى تقديمه في عمل فني، فوجدته بعد فترة يتصل بي
ويبلغني بأني سأجسد الريحاني في مسلسله الجديد، وهو من إخراج المخرج مجدي
أبو عميرة، وسيقوم بعمل الماكياج لي الفنان محمد عشوب، ولم يستقروا حتى
الآن على باقي فريق العمل.
ألا تخشى من تقديم أعمال سير ذاتية، خاصة أن في الفترة الأخيرة غابت جماهيريتها؟
عنما يُعرض عليّ عمل، أنظر إلى التجارب
الناجحة، ففي السير الذاتية أضع امامي مسلسل ''أم كلثوم''، ورغم أن صابرين
بعيدة في الملامح الشكلية والجسمانية عن أم كلثوم إلا انها نجحت في آداء
روح الشخصية، وكذلك الفنان حسن يوسف لا يشبه على الإطلاق الشيخ الشعراوي
والعمل نجح جدا، فأنا سأقدم روح الشخصية