سجلت كاميرا سرية مثبته في مركب يقل مهاجرون غير شرعيين، لحظات رعب مروعة
عاشها ضحايا غالبيتهم من الجنسية السورية والفلسطينية، حسبما أفادت قناة
«الجزيرة» الإخبارية القطرية.
ويوضح الفيديو لحظات بدء غرق المركب الذي كان يقلهم في قلب البحر المتوسط، حيث يُظهر يد أحد هؤلاء المهاجرين وجزء من مياه البحر، وأحدهم يقول: «الماء بدأ يتسرب» فيرد أخر «والله مياه عادية»، وأصوات صرخات نساء تتعالى مختلطة ببكاء أطفال :«أين الماء أين؟»، فيكرر الشخص الذي يريد طمأنتهم: والله مياه عادية لا تخافوا، ويأتي صوت يقول: "ابنتك معي لا تخافي".
ثم ينتقل الفيديو لداخل المركب حيث عدد كبير من الأشخاص يجلسون في مكان ضيق بينهم أطفال ونساء ومسنين يحاولون مكافحة برد المتوسط بغطاء، فيما تتعالي صرخات الأطفال وعويل النساء، ويأتي صوت رجل يقول: وحدوا الله، على مهلك عادي وتتحول لغته من بث الطمأنينة إلى فرض الأمر الواقع قائلا: حتى لو قدر لك أن تقع في الماء، لن ينقذك أحد.
ووسط الارتباك والرعب الذي حل بمستقلي المركب الصغير يأتي صوت رجل يبكي: «على مهلكم على مهلكم هناك أطفال».
وسادت حالة من التخبط بين شباب المركب الذين بدأو يوقنون أن المركب في طريقها إلى الغرق فعليا، وفي الخلفية صوت رضيع يبكي بصوت أقرب إلى الاختناق.
وتظهر اللقطات نساءا وأطفالا وفتيات جلسوا في استسلام كمن يستعد للموت، فيقطع رجل صوت الصريخ والاستغاثات والتشهد بالقول: «ماء، سنغرق كلنا مع بعض، سينقلب المركب»، وتقول فتاة :«غرقنا.. غرقنا..غرقنا»، فيرد أحدهم عليها: «لا تقومي من مكانك».
ويتواصل صراخ الجميع، وتظهر المياه وقد بدأت تتسرب إلى المركب بقوة حتى أغرقت «الكاميرا السرية»، وصوت النهاية امرأة تستنجد بأحداهم: «يا محمد يا محمد»، وينقطع التسجيل.
ولم يتم التأكد من هوية المركب الغارق من بين عشرات المراكب غير القانونية التي تنقل مهاجرين غير شرعيين هاربين من نار اللجوء أو نار الصراعات في بلادهم، كما لم تشر «الجزيرة» إلى كيفية تصوير الفيديو، أو طريقة الحصول عليه.