وقعت مصر، اليوم الأربعاء، على إعلان نيقوسيا، مع دولتي اليونان وقبرص، خلال القمة الثلاثية التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدولة الأخيرة.
وكان من بين بنود الإعلان ما جاء بشأن مكافحة الإرهاب الذي انتشر بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، في منطقة الشرق الأوسط.
ونص الإعلان الثلاثي، على "تكثيف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، الدفاع / الأمن ومناقشة المعلومات ذات الصلة لمكافحة معا ضد الإرهاب والتطرف العنيف، وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار على المدى الطويل".
وتوقيع هذا الاتفاق وتحديدا فيما يتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب، يثير علامات استفهام كثيرة، خاصة وأن دولتي اليونان وقبرص لا يشهدان خبرات طويلة في مكافحة الإرهاب، أو مهددين بشكل مباشر منه.
هدفه استراتيجي
واعتبر العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أن توقيع هذا الإعلان وما جاء فيه، ليس فقط ما يتعلق بمجال مكافحة الإرهاب.
وقال قطري لـ "مصر العربية"، إن هذا الاتفاق ليس معناه تبادل الخبرات مثلا، أو ما يترتب عليه من تنفيذه على أرض الواقع حاليا، خاصة وأن الدولتين لا تشهدان موجات إرهاب مثلا.
وأضاف أن التوقيع على الإعلان جاء بهدف استراتيجي ربما تتم الاستفادة منه خلال سنوات مقبلة، مرحبا بمثل هذا الإعلان خاصة وأن اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى اليونان تجمعها مع مصر علاقات قوية جدا منذ سنوات طويلة، نظرا لتواجد اليونانيين في مصر لفترات كبيرة في الماضي، وهناك اتفاقات وتفاهم بين الدولتين.
وأشار إلى إمكانية الاستفادة من هذ الاتفاق في العلاقات مع الاتحاد الأوربي، واليونان عضو به، ويمكن أن تسهل أمور كثيرة لمصر في مجال مكافحة الإرهاب، أو الضغط لدعم مصر في هذه المرحلة الحرجة.
توسيع علاقات
واتفق مع قطري، اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني، من حيث أن الإعلان ليس إلا اتفاقا استراتيجيا، حتى أنه لا يتسم بصفة التنفيذ فهو ليس اتفاقية أو معاهدة.
وقال أبو ذكري، إنه من الجيد أن توسع مصر علاقاتها مع دول الجوار، خاصة مع دول البحر المتوسط، ودول اعضاء بالاتحاد الأوروبي.
تنمية موارد
وأضاف في حديثه لـ "مصر العربية"، أن مصر يمكن أن تسفيد من الإعلان المبرم في سنوات مقبلة، أو ربما اليونان وقبرص متخوفتان من موجات إرهابية داخلهما محتملة.
وتابع: "أن الأساس في هذا الإعلان ليس متعلق بمكافحة الإرهاب، ولكنه ضمن بنوده، ولكن الأهم هو ما يخص ثروات البحر الأحمر وكيفية الاستفادة منها، ومصر تحتاج لذلك لتنمية مواردها".
اقرأ أيضًا: