بقلم الدكتور حازم رضوان آل اسماعيل
اختصاصي السمع و النطق
للأسرة دور جوهري و كبير في تأهيل طفلهم المصاب بالتأخر اللغوي. حيث لا ينبغي الإكتفاء بزيارة اختصاصي النطق واللغة والجلسات التي يتلقاها الطفل كي تحصل الفائدة المرجوة. فالجلسات العلاجية التي لا تتعدى في معظم الأحيان 45 دقيقة، لا تفي وحدها بالغرض. حيث لا بد من حضور الجلسات العلاجية والاستماع لنصائح الاختصاصي والتماشي معها وتطبيق الأهداف التي تعلمها الطفل في البيت.
فعدم تطبيق الأهداف العلاجية بشكل يومي لن يؤدي إلى تعميمها وقد يؤدي إلى نسيان الطفل لها. وللتعميم أهمية كبيرة و بالأخص إن كان الطفل مصاباً باضطراب التوحد.
حيث يعتبر التعميم من الأمور غاية الصعوبة لدى الأطفال المصابين بالتوحد. فلو كان الطفل يتدرب على تمييز كلمة ” سيارة” و كان الاختصاصي يستخدم في التدريب سيارة حمراء, ينبغي حينها متابعة التدريب في البيت باستخدام سيارة أخرى مختلفة اللون والشكل. فإن استطاع الطفل تمييز السيارة التي كانت في الجلسة العلاجية, قد يصعب عليه إدراك أن أي سيارة أخرى وإن اختلف لونها و شكلها هي أيضاً “سيارة”.
وهناك الكثير من الأنشطة التني تنمي لغة الطفل مثل: قراءة الكتب المصورة والمكبرة والمخصصة للأطفال، حيث تقوم الأم بتسمية الصور للطفل بتأن وتقلب صفحات الكتاب مع طفلها وتسمية الملابس التي يلبسها الطفل وهي تساعده على ارتدائها.
ومن الأمثلة أيضاً أغاني الأطفال وخاصة تلك التي تتضمن القيام ببعض الحركات. بالإضافة إلى التعليق على ما يقوم به الطفل مثل : محمد يشرب عصير, محمد يفتح الباب، و إلى ما هنالك.
ومن الأساليب التي يمكن اتباعها في تأهيل الطفل المصاب بالتأخر اللغوي أسلوب التعليم العرضي وهو التدريب الذي لا يحتاج إلى إعداد أو تخطيط مسبق. حيث يهدف إلى رفع القدرات التواصلية. ومن الأمثلة عليه: أن تتعمد الأم إغلاق زجاجة العصير بإحكام كي يضطر الطفل إلى أن يطلب من أمه فتح الزجاجة.
أو أن يتعمد الأب وضع اللعبة في صندوق شفاف و مغلق الإحكام كي يضطر الطفل إلى طلب فتح الصندوق من أبيه. أو أن يطلب الطفل الوجبة المفضلة من المطعم أو اللعبة المفضلة من المتجر وغيرها الكثير من الأمثلة.
ولا بد من اشتراك جميع أفراد الأسرة في التدريب بمن فيهم الأب والأم والأخوة والأقارب والمربية (إن وجدت) وكل من تربطه صلة بالطفل. ولا ينبغي الاعتماد على الأم فقط في هذه المسألة .