واحدة من الحقائق البيولوجية التى تعلمناها فى المدارس هى أن الطيور والثدييات ذات دم دافئ، فى حين أن الزواحف والبرمائيات والأسماك دمها بارد، إلا أن دراسة جديدة تغير فى تلك المعلومات المعروفة وتقلبها رأسا على عقب، مع اكتشاف أول سمكة فى العالم ذات دم ساخن أو دافئ، وهى سمكة "الأوبة". وفى دراسة نشرتها مجلة "ساينس" العلمية، تحدث باحثون من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى بالولايات المتحدة عن آلية فريدة تمكن سمكة الأوبة opah، وهى من الأسماك المفترسة التى تعيش فى المياه العميقة، من جعل جسدها دافئ، ويكمن السر فى مجموعة من الأوعية الدموية فى خياشيم السمكة التى تسمح لها بتدوير الدم الدافئ فى كل أجزاء جسمها. خصائص السمكة المختلفة وكان العلماء يشكون من قبل فى أن سمكة الأوبة مختلفة، حسبما يقول هيدى ديوار، الباحث وأحد المشاركين فى تأليف الدراسة. ويوضح أن أغلب الأسماك التى تعيش فى المناطق التى تعيش فيها الأوبة، على عمق مئات الأقدام، وفى بعض الأحيان فى أشد المناطق حلكة وبرودة فى المحيط، بطيئة بسبب درجات الحرارة المنخفضة. فى تلك الأعماق، حتى الأسماك المفترسة تميل لأن تكون بطيئة الحركة، وتنتظر بصبر حتى تأتيها الفريسة بدلا من أن تطاردها. إلا أن الأوبة التى تمضى كل وقتها فى تلك المناطق العميقة، لديها مزايا عديدة ترتبط عادة بسرعة الحركة، والافتراس النشط مثل القلب الكبير وكثير من العضلات والعينين الكبيرتين، وتلك الخصائص جعلت سمكة الأوبة مثيرة للفضول. سر سمكة الأوبة وتقول الصحيفة إن سر تلك السمكة بدأ يتكشف عندما درس الباحث والمؤلف الرئيسى للدراسة نيكولاس وينجر فى عينة من خياشيم السمكة ولاحظ شيئا غريبا. فكل الأسماك لديها نوعين من الأوعية الدموية فى الخياشيم، أوعية تحمل الدم من الجسم لالتقاط الأكسجين، وأخرى تحمل الدم الذى حصل على الأكسجين للجسم مرة أخرى. وفى سمكة الأوبة، فإن الدم الوارد يكون دافئ بعدما يدور بأنحاء جسم السمكة لأنها تسبح سريعا بفضل الزعانف الصدرية بدلا من أن تموج جسمها مثل الأسماك الأخرى.