عمت الفرحة أسرة الطفل أنطونيوس هانى زكى، البالغ من العمر 8 سنوات، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية بنجع حمادى من تحريره بعد 17 يوماً قضاها فى أسر مختطفيه، وهى الأيام التى اعتبرتها أسرته وكأنها 17 سنة من الحزن والهم، مرت عليهم دون أن يناموا فيها ليلة واحدة خوفاً على مصير ابنهم.
عقب تحريره من قبضة الخاطفين، التقت «الوطن» الطفل «أنطونيوس» وأسرته حيث كشفوا عن تفاصيل ما جرى فى أيام الاختطاف وقد زادت على أسبوعين، وبدأ الطفل المحرر يروى ما حدث فى هذه الأيام الصعبة، قائلاً: «ما دخلتش الحمام من يوم ما خطفونى لمدة 17 يوم، وكنت بعملها على نفسى، وكانوا بيأكلونى كل يومين، وكانوا بيعذبونى، ويغموا عينى بشريط أسود، وكنت بقول لهم سيبونى عشان أمى وأبويا وحشونى، وعشان أروح الامتحانات، وأقابل أصحابى، وكل ما أكلمهم كانوا بيضربونى برجليهم». ويسترجع «أنطونيوس» بذاكرته ما حدث منذ البداية، قائلاً: «أنا مش فاكر حاجة غير إنى كنت مع أمى رايح الامتحان، وفجأة نزلوا ناس من عربية خطفونى وكتموا نفسى، وغطوا راسى ووشى، وما شعرتش بحاجة غير لما وضعونى فى أوضة ضلمة، وتركونى لوحدى فيها 3 أيام، وبعد ذلك أخدوا تليفونى». وقال هانى زكى، والد «أنطونيوس»: الشرطة فى نجع حمادى تابعت حالة ابنى من أول لحظة، وكانت تتواصل معى باستمرار، وأضاف: «ما دفعتش قرش فدية، والشرطة هى اللى رجعت ابنى». وأوضح والد الطفل العائد أنه تلقى 25 اتصالاً من الخاطفين خلال 17 يوماً، وكانت أطول مدة للتفاوض 6 دقائق، بينما كان أول اتصال جاءه من الخاطفين بعد 3 أيام من اختطاف نجله. وكان من رقم تليفون «أنطونيوس» ابنه، وطلبوا منه فى الاتصال مبلغ مليونى جنيه، ثم بعدها خفضوا المبلغ إلى مليون جنيه، لكن أجهزة الأمن كانت قد حددت مكانهم، وتمكنت من تحرير الطفل والقبض عليهم. وقال والد الطفل: فى كل اتصال تلقيناه من الخاطفين، كان بمثابة المكالمة القاتلة، وخاصة فى المكالمات الأخيرة بعد مرور 10 أيام على اختطاف «أنطونيوس»، بسبب تعثر المفاوضات، لأن المبلغ كان ضخماً، وكنا ننتظر فى كل مكالمة أن يقولوا لنا: «ابنكم مرمى فى مكان ما مقتولاً، إلا أن رعاية الله لنا وطمع الخاطفين جعلنا ننتصر عليهم».