ابتكر الطبيب المقيم في الإمارات، “كريم مذهل” جديد لعلاج المرضى المصابين بمرض البهاق الذي تم اكتشافه منذ عام 1400 قبل الميلاد، بعد توصله لتأثير إحدى النباتات التي تنمو في المناخات الاستوائية بعد عشرين عاما من الأبحاث المكثفة.
وتوصل الدكتور عزمي محمد مصطفى من مستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية إلى نتائج مذهلة بعد إجراء تجربة سريرية من خلال تناول المصابين بالمرض الجلدي خلاصة هذا النبات سواء عن طريق العلاج الموضعي أو الفم، مما أدى إلى ترشيحه لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية تقديرا لاكتشافاته في هذا الشأن.
مرض جلدي يصيب 2% من سكان العالم
يصاب ما يقارب 2% من سكان العالم بمرض البهاق الذي يتسبب في ظهور بقع بيضاء على الجلد. وهناك العديد من العلاجات المتوفرة لهذا المرض، إلا إنها ليست فعالة في الكثير من الأحيان. ويعاني مرضى البهاق من ظهور بقع بيضاء على الجلد، تختلف من حيث الحجم والمكان. وتحدث هذه البقع نتيجة لاختلال الخلايا الصبغية أو الخلايا المنتجة لمادة الميلانين، مما يؤدي إلى عدم إفراز مادة الميلانين الصبغية.
وعلى الرغم من أن معظم المصابين بمرض البهاق يتمتعون بصحة جيدة، إلا أنهم يعانون من خطر الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية (أي زيادة أو نقص وظائف الغدة الدرقية)، وفقر الدم الخبيث (نقص فيتامين ب12)، ومرض أديسون (نقص وظائف الغدة الكظرية)، وداء الثعلبة (بقع مستديرة خالية من الشعر)، و/أو التهاب العنبية (التهاب العين).
يوضح الدكتور عزمي قائلا: “الميلانين هو المادة المسؤولة عن تحديد لون الجلد والشعر والعينين. ويتم إفراز هذه الصبغة عن طريق خلايا تُسمى الخلايا الصبغية. فإذا لم تفرز هذه الخلايا مادة الميلانين أو إذا قل عدد الخلايا، يصبح لون الجلد أفتح أو أبيض بالكامل كما هو الحال مع مرض البهاق. كما يؤثر اضطراب الصبغة الذي يعاني منه مرضى البهاق تأثيراً اجتماعياً ونفسياً كبيراً، خاصة على المرضى أصحاب البشرة الداكنة.”
مرض محبط
يوضح الدكتور عزمي قائلاً: “لا يزال السبب الفعلي لمرض البهاق غير معروف. وتشترك مجموعة من العوامل الوراثية والمناعية والبيئية في معظم الحالات. يخبرنا الكثير من الناس عن فقدانهم للون بشرتهم بعد تعرضهم بشكل مباشر لضربة شمس شديدة، بينما يربط الأخرون بين إصابتهم بالبهاق ومعاناتهم من صدمة عاطفية جراء وقوع حادث لبعض أفراد الأسرة أو وفاة أي منهم أو الطلاق.”
يوصي الدكتور قائلاً: “يصاب العديد من مرضى البهاق بالإحباط بسبب لون جلدهم المختلف. ومن الصعب على الأشخاص غير المصابين بالبهاق تقدير درجة المشكلة. ويستفيد الأشخاص المصابون بالبهاق من التحدث إلى أشخاص آخرين مصابين بنفس المرض ومشاركتهم التجربة التي يمرون بها.”
عدم وجود علاج فعال
كانت علاجات البهاق في السابق محدودة. وتعد عملية إعادة التصبغ – التي تشمل أخذ خلايا صبغية جديدة من بصيلات الشعر أو من المنطقة المحيطة بموضع الإصابة (حافة الآفة) أو من بقعة البهاق نفسها إذا لم يتم فقد التصبغ كليا– ذات تأثير محدود لأن الحد الأقصى لمقدار إعادة التصبغ المتوقع في منطقة واحدة من الجسم بعد علاج يستمر لسنة، يتراوح من ثُمن إلى ربع بوصة فقط.
يمكن لمرضى البهاق أيضاً استخدام مركبات الهيدروكورتزون، التي تقوم عند وضعها على الجلد بإبطاء عملية فقد التصبغ، وتحفز في بعض الأحيان عملية إعادة التصبغ. ولا تصرف هذه الأدوية إلا بوصفة طبية لأن مراهم أو كريمات الكورتيزون التي تباع دون وصفة طبية تعد ضعيفة للغاية من حيث الفعالية، بالإضافة إلى أن استخدام الكورتيزون الفعال بشكل يومي، قد يؤدي إلى حدوث تأثيرات عكسية، مثل تنحيف طبقة الجلد.
ويمكن أيضا استخدام طرق العلاج بالضوء لتحفيز إعادة تصبغ البشرة، وتشمل هذه الأساليب عملية تعريض البشرة إلى مصدر للأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق، التي يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب أو عن طريق استخدام وحدات العلاج بالضوء في المنزل. وحتى بالنسبة لهؤلاء المرضى، من النادر أن يتم إعادة التصبغ بشكل كامل.
نبات عجيب ينمو في المناطق الاستوائية
يشرح الدكتور عزمي تاريخ النبات قائلاً: “شاهدت استجابة معظم حالات البهاق بشكل مدهش للعلاج المحضر من خلاصة نبات السرخس. وينمو نبات السرخس في المناطق الاستوائية ويتم تداوله تجارياً في إسبانيا في العديد من المختبرات على شكل أقراص أو كبسولات. وفي السنوات الأخيرة، تم إثبات تأثيرات هذا النبات ذات الصلة بالتنظيم المناعي وقدرته على تحفيز الخلايا التي تنتج الميلانين. ويعد العلاج باستخدام نبات السرخس مع الأشعة فوق البنفسجية، مفيداً لإعادة تصبغ بقع البهاق والحصول على نتائج جيدة (أكثر من 50% من البشرة تم إعادة تصبغها) أو ممتازة في 60% من الحالات التي تم دراستها.”
ويختتم الدكتور عزمي حديثه قائلاً: “يستخدم نبات السرخس، المعروف باسم كالاوالا، منذ قرون لتخفيف الالتهابات وبعض الأمراض الجلدية. ومع ذلك، لم يستخدم في الطب الحديث إلا من فترة قريبة جداً. وحاليا، يستخدم نبات السرخس كعلاج لبعض الأمراض الأخرى مثل الاكزيما وبعض حلات الصدفية.