«أنا بضربه عشان أعلمه»، كم مرة سمعت تلك الجملة من آباء عن أبنائهم؟ هي طريقة توارثتها الأجيال عن بعضها البعض، كما توارثوا عادات آخرى قد تكون مدمرة لأطفالهم كما حدث مع مجهول مصري روى قصته مع والده في بلاد الغربة، في رسالة حملت كثير من الدراما الحياتية الواقعية.
هي رسالة وجهها شاب/شابة لصفحة Humans of New York يروي فيها قصته مع والده ذو الأصول المصرية والذي هاجر منذ سنوات.
يقول صاحب الرسالة أن والد هيرى أن «كل ما يجب على أبنائه فعله هو المذاكرة والتعليم وحل المسائل الحسابية. وأن طاولة الطعام في المطبخ كانت تشهد ليالي طوال يجلس فيها مع أشقائه ليحلوا له قرابة 200 صفحة بها الكثير من العمليات الحسابية»، كما يروي مرسل الرسالة.
ويضيف صاحب الرسالة: «في يوم من الأيام، حصلت على C (المتوسط) في مادة الرياضيات، ليكن نصيبي من والدي (علقة ساخنة)، جعلتني أركض إلى قسم الشرطة طالبًا حمايتهم من أبي».
شعور مرسل الرسالة في تلك اللحظة وصفه في رسالته قائلًا: «ظننت أنه سيقتلني فركضت إلى قسم الشرطة.. أعتقد أنه فقد الأمل فينا في ذلك اليوم، والآن أصبح يتجاهلنا».
كان التجاهل ربما يؤدي إلى كارثة قد يندم عليها الأب لاحقًا، فيكمل المجهول روايته قائلًا: «لقد حاولت الانتحار العام الماضي بالمشي على طريق سريع، فقط وقفت على حافته لثلاثين دقيقة حتى أخبر أحد أفراد مدرستي الناظر».
وأوضح صاحب الرسالة أنه تم إيداعه مستشفى أمراض نفسية لأسبوعين بعد تلك الحادثة كما يروي، أما والده فاستمر في المقاطعة وعدم الحديث إليه لمدة شهر بعد عودته من المصحة، أما كلماته الأولى فكانت صادمة: «هل تعلم كم تكلفت فاتورة المستشفى؟».
وقد نالت القصة اهتمام الآلاف سواء من المصريين أو الأجانب، فحصلت على أكثر من 102 ألف «لايك»، كما شاركها أكثر من 7 آلاف شخص على صفحتهم، وعلق عليها أكثر من 10 آلاف شخص.