تعهد الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، في أول خطاب جماهيري له منذ عام، بكسب الحرب الأهلية الطويلة في بلاده، في الوقت الذي أقر فيه بأن قواته تخلت عن السيطرة على بعض الأراضي.
وبينما اتسم خطابه بالثقة، إلا أنه يأتي وبلده يستضيف تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي تستهدفه الضربات الجوية بقيادة أمريكية، وبدأت تركيا أيضا ضرب التنظيم في سوريا، علاوة على قيادة بعض القوات الكردية لهجوم بري ضد المتطرفين داخل حدود البلد الممزق.
وتحدث الأسد، في خطاب متلفز اليوم، أمام شخصيات محلية بارزة في العاصمة دمشق، في أول خطاب جماهيري له منذ حلف اليمين لفترة رئاسة ثالثة مدتها 7 سنوات في يوليو العام الماضي، حيث لم يظهر الأسد طوال العالم الماضي، إلا من خلال مقابلات مع وسائل إعلام عربية ودولية.
وقال الأسد، الذي قاطعه التصفيق عدة مرات: "نحن لا ننهار، نحن صامدون وسنحقق النصر، الهزيمة لا توجد في قاموس الجيش العربي السوري".
وحاول الأسد في خطابه، تبرير انسحاب الجيش السوري من بعض المناطق، بما في ذلك مدينة إدلب شمال غرب البلاد.
وتسيطر قوات الأسد المتحالفة، وبينها مقاتلي تنظيم حزب الله اللبناني المسلح ومستشارين إيرانيين، على أقل بقليل من نصف سوريا، البالغ مساحتها 185 ألف كيلومتر مربع.
وقال الأسد: "كان من الضروري تحديد المناطق الحرجة للقوات المسلحة للتمسك بها"، معللا أن المخاوف على الجنود تجبره على ترك بعض المناطق، وقال: "كل شبر في سوريا غال وثمين".
ويأتي خطاب الأسد، بعدما أعلنت حكومته عفوًا عامًا عن الجنود الفارين والمتسربين أمس، وهناك الآلاف من الفارين من الجيش داخل سوريا وخارجها، الكثير منهم ذهبوا للقتال مع مقاتلي المعارضة للإطاحة بالأسد.
ويعاني الجيش السوري المرهق من نقص في الرجال، حيث يفر الشبان من البلد ليتجنبوا التجنيد الإلزامي.
وأصدر الأسد أوامر عفو مشابهة للجنائيين، لكنه لم يطلق أيا من آلاف المعتقلين السياسيين الذين يعتقد بأنهم يقبعون في سجون سوريا.
وقال الأسد، إن حكومته لم ترد الحرب لكنها فرضت عليها، وإن الجيش العربي السوري طرد "الإرهابيين" من كل مكان، ويشير الأسد إلى أي جماعة معارضة مقاتلة ضد حكمه على أنها من الإرهابيين.
وبدأت الولايات المتحدة تدريب بعض المقاتلين المعتدلين المعارضين للأسد، لكن الحرب الأهلية شهدت أن أصبحت جماعات إسلامية متطرفة الأكثر تأثيرا على الأرض.
ومن بين تلك الجماعات، تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يسيطر على ثلث سوريا والعراق في "خلافته" التي أعلن عنها.
وتحدث الأسد عن الحوار السياسي قائلا: "أي طرح سياسي لا يستند في جوهره إلى مكافحة الإرهاب وإنهائه لا أثر له على الأرض".