recent
أخبار ساخنة

كتاب فرنسى يكشف: قطر دعمت الإخوان لتنفيذ ريادة «الخلافة الإسلامية»

الصفحة الرئيسية
فى الحلقة الثانية من كتابه «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الفاشية الأخيرة فى العالم»، الذى صدر مؤخراً فى أسواق أوروبا، يواصل المؤلف الفرنسى «مايكل برازان» تحليله للوجوه البارزة فى الجماعة، خاصة تلك التى تلعب دوراً محورياً فى تنظيمها الدولى. وكان للشيخ «يوسف القرضاوى»، الأمير الحقيقى للإخوان كما يصفه الكتاب الفرنسى، حضوراً لا يمكن إنكاره بين صفحاته التى تتعقب فكر تنظيم الإخوان، بنفس الدأب الذى حاولت به تعقب شبكاتهم.
يقول: هناك كثيرون ينظرون إلى القرضاوى على أنه وريث مؤسسى الفكر الإخوانى مثل حسن البنا وسيد قطب. لقد جلس نجم قناة «الجزيرة» فى ٣٠ يناير ٢٠٠٩ معلنا دعمه للعمليات الانتحارية التى تقوم بها حركة «حماس» فى غزة، مضيفاً أنه: «على امتداد التاريخ، سلط الله على اليهود رجالاً قادرين على عقابهم على فسادهم، كان آخر من طبق هذه العقوبات عليهم هو «هتلر»، الزعيم النازى، ربما كانت الأساليب التى استخدمها هتلر ضد اليهود مبالغاً فيها بعض الشىء. لكن المهم أنه فعل ما ينبغى فعله لوقفهم عند حدهم ووضعهم فى حجمهم الطبيعى. كان ذلك عقاباً إلهياً حلّ عليهم وبإذن الله تعالى، سوف تكون المرة المقبلة التى ينزل بهم فيها هذا العقاب على يد المؤمنين».
وتكشف قراءة الكتاب الفرنسى عن أن القرضاوى أحد الذين نقلوا إلى أوروبا «الكتالوج» الإخوانى فى تكوين جماعات ضغط أو ثقل للتأثير فى مجرى الانتخابات، ويسعى المرشحون لكسب ودها، حتى لو لم تقدم مرشحاً منها، وقررت بدلاً من ذلك دعم آخر قريب من مصالحها، مستخدماً اللغة نفسها التى استخدمها إخوانه وأتباعهم فى مصر بعد ٢٠١١، من إقحام الدين فى السياسة، والتلويح بسلاح الجنة والنار فى وجه المشاركين فى العملية السياسية. يتابع المؤلف: «قبل هذا الكلام بـ١٢ عاماً، حضر القرضاوى إلى فرنسا لكى يلقى تعاليمه السياسية على المسلمين هناك حول ما ينبغى عليهم فعله على المدى الطويل. قال لهم إن غايتهم الحقيقية هى أن يكون لهم أكبر ثقل يمكن لهم تشكيله لكى يؤثروا فى مجرى التشريعات الفرنسية، ولكى يحولوا أوروبا كلها إلى الإسلام على المدى البعيد. وقال لهم: يوجد هنا ما يقرب من ٤ ملايين مسلم. من الممكن أن يكون لدينا تأثير رهيب فى الانتخابات. لو أننا لم نقدم مرشحاً مسلماً، فمن ينبغى علينا أن ندعم إذن؟ علينا أن ندرس الأحزاب المختلفة وبرامجها السياسية، وأهدافها، وهكذا يمكننا أن نعرف أى من أهدافها الأقرب لمصالحنا. أقول لكم الآن وهنا، إن من يصوت لمرشح يحاول تضييق الخناق على المسلمين، هو آثم ويرتكب خطيئة من خلال التصويت».
لم يكن من الممكن أن يتناول الكتاب الفرنسى دور القرضاوى من دون أن يتناول من ورائه دور قناة الجزيرة فى تلميع صورة الإخوان ونشر سياساتهم. قال: «أذكر جيداً ذلك القلق الذى تسببت فيه قناة الجزيرة للحكام العرب خلال ٢٠١١، خاصة مع الدور النشط الذى لعبه القرضاوى فى إذكاء جذوة حماس المتظاهرين فى الشوارع. لقد كان من الواضح أن قناة الجزيرة، ومن ورائها قطر، قد قررت أن الوقت قد حان لقطف ثمار دعمها للإخوان على امتداد سنوات. ربما كانت قطر تحلم حتى بأن تكون على رأس خلافة إسلامية على امتداد المنطقة كلها. إلا أن الواقع أن قطر سقطت ضحية شهيتها البالغة. واضطرت إلى أن تعلن استسلامها بعد عدة أشهر. لقد كانت قطر تستثمر فى الإخوان والسلفيين بالحماس نفسه الذى تستثمر به فى شراء أندية كرة القدم الفرنسية والصناعات الألمانية والبنوك الصينية ومحاولة استضافة الألعاب الأولمبية، وفقدت الإمارة توازنها تحت ثقل تحركاتها الدبلوماسية المتهورة وغير الواضحة على الإطلاق. لقد انقطع نفس قطر سريعاً، وتركت الساحة سريعاً جداً ومبكراً جداً، ووجدت نفسها بأسرع مما توقع الكل، تلعب الدور الوحيد المسموح لها به، وهو دور محفظة النقود».
google-playkhamsatmostaqltradent