* أبدأ بالإنجاز الذى حققه الرباع محمد إيهاب فى بطولة العالم لرفع الأثقال، وكنت شاهدت على محطة سى. إن. إن الأمريكية فرحته وقفزته بعد فوزه بميداليتين برونزيتين، وكانت لقطة فرحة إيهاب ضمن أهم اللقطات الرياضية فى اليوم، حيث تعرض المحطة يوميا مجموعة من أطرف وأفضل اللحظات الرياضية الأمريكية والعالمية. وقيمة إنجاز إيهاب أنه حققه فى بطولة العالم التى تنتهى يوم 29 الحالى، وهو إنجاز يضاف لانتصارات رياضية عالمية تحققت أخيرا وفى لعبات جديدة مثل السباحة والرماية.. مبروك يا إيهاب. إنجازك أفرحنا وفرحتك فرحتنا..
** من هذا الإنجاز إلى النظام والثواب والعقاب فى العالم الآخر فكيف يكون ؟!
** معروف أن بعض اللاعبين يتعرضون إلى اعتداءات عنيفة على الركب والسيقان والضلوع من جانب لاعبين منافسين، وهو اعتداء بهدف الإيذاء وليس لاستخلاص الكرة، وتمر مثل تلك الاعتداءات بدون عقاب من الحكم، أو من جانب الاتحاد. كذلك يتعرض الحكام إلى إساءات خطيرة من جانب لاعبين، وتتنوع تلك الإساءات بين الإشارة والتلويح، وبين اللفظ المسىء، وبين الاعتداء الجسدى. ومواجهة مثل هذا السلوك يتطلب حسما فى العقاب وقسوة شديدة كى تتوقف تلك الفوضى اللاأخلاقية.. والواقع أنه لا توجد فوضى أخلاقية فى الرياضة، مثل الفوضى الخلاقة الخبيثة فى السياسة التى ابتدعتها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة فى عهد الرئيس جورج بوش..
** مواجهة تلك الفوضى اللاأخلاقية فى الرياضة يحتم اتخاذ عقوبات شديدة وقاسية تجاه من يخرج عن الروح الرياضية.. ومن ذلك ما حدث فى العالم الآخر الذى لا يعرف أنصاف الحلول، وتدليل اللاعبين، ووضح خطوط فاصلة بين لاعبين فى فرق «ولاد الإيه» وبين لاعبين فى فرق «البطة
السودة ».. ففى سويسرا عوقب احد لاعبى كرة القدم الهواة بالإيقاف لمدة 50 عاما ( خمسون عاما) بسبب ركل الكرة فى اتجاه الحكم وإهانته فى مباراة بالدرجة الرابعة. وعوقب ريكاردو فيريرا من فريق (بورتوجال فوتبول) بالإيقاف مدى الحياة بعدما ركل الكرة تجاه الحكم إضافة إلى إلقاء مياه عليه وتوجيه إهانات لفظية له فى نهاية مباراة كان يجلس فيها على مقاعد البدلاء دون أن يشارك (هذا القرار نكتة)..
** نكتة أخرى هى: «لأن العقوبة كانت مدى الحياة ولأن نظام الاتحاد السويسرى للعبة يتطلب موعدا لنهاية العقوبة لذلك وضع المسئولون عام 2064، وجاء الإيقاف لمدة طويلة نظرا لتاريخ اللاعب مع الخروج على اللوائح بسبب عقابه لأكثر من مرة سبب سوء السلوك».
ترى ماذا تقولون لو أن اتحاد كرة القدم فى مصر قرر إيقاف لاعب حتى عام 2064؟ تلك مبالغة قطعا. إذن لنجعل السؤال معقولا: ماذا تقولون لو أن اتحاد كرة القدم فى مصر قرر إيقاف لاعب حتى عام 2020 ؟!
اعرف ماذا سيقول الجميع، وكيف ستتناول البرامج والصحف وصفحات التواصل الإجتماعى مثل هذا القرار..
** هنا نأتى إلى النكتة الثالثة وهى أن فيريرا قال لمجلة بليك السويسرية.. «أنا معروف للحكام والاتحاد وتوقعت الإيقاف لمدة عام أو عامين. لكن 50 عاما؟ كرة القدم هى حياتى »..
** بما أن واقعة الإيقاف كانت فى العالم الأخر الذى لا يجامل، ولا يعرف أنصاف الحلول، أرد على السيد فيريرا : «البقية فى حياتك»!