أسامة الشاذلي يوقع روايته “أغسطس.. أسفار العبث”
كتب – محمد الموجي
مشهد قد يشبه مشهد العزاء بفيلم الكيف في بعض تفاصيله، من رحمه وُلدت بذرة رواية “أغسطس.. أسفار العبث”، تلك البذرة التي أهداها الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد إلى صديقه الكاتب أسامة الشاذلي، ليهديه الشاذلي الرواية كاملة موقعًا: «إلى أستاذي إبراهيم عبد المجيد الذي تعلمت منه أن أكون إنسانًا قبل أن أكون روائيًا».
استضافت مكتبة البلد، مساء يوم الجمعة 25 ديسبمر، حفل توقيع ومناقشة رواية «أغسطس..أسفار العبث» الصادرة عن دار بيت الياسمين للنشر للروائي أسامة الشاذلي.
ناقش الرواية وقدمها للجمهور الكاتب والسيناريست باسم شرف، والمخرج أيمن عبد الرحمن، حيث دار حفل توقيع الذي استمر قرابة 60 دقيقة الرواية حول أحداث الرواية، والتي تكشف لنا عن العبث الذي تشهده مصر في المستقبل أو ربما الحاضر والماضي معًا.
الرواية في مكتبة البلد
الرواية تتناول عدة أحداث تقع فى مصر عام 2040 تتعلق بالوضع الاجتماعي والسياسى، وتدور حول قيام عصابة مكونة من مجموعة من المثقفين بسرقة مكتب بريد عدة مرات، بالإضافة إلى إغلاق مطارات مصر، ومنع المصريين من السفر، وإيقاف حركة السياحة الخارجية إلى مصر.
وقرأ «أسامة» على جمهوره، خلال حفل توقيع الرواية «سفر البداية»: ليلة قاهرية ضل فجرها الطريق والديكة على قمم البنايات الشعبية تحاول الصياح دون جدوى بعدما اختفت حناجرها…
وقال أيمن، إن من يقرأ نصوص الكاتب أسامة الشاذلي جيدًا سيجد فيها دائمًا العلاقات الثنائية القوية، وهذا ماتحقق بالفعل في روايته الأخيرة «أغسطس»، حيث العلاقة بين خالد وصاحب الحقيقة، وسنجد أيضًا أشخاص ليسوا بأشخاص، بل هم قيمة تجسدت في شخص نسجه.
وردًا على سؤال أحد المشاركين لماذا اختار شهر أغسطس؟ قال الشاذلي إن شهر أغسطس شهر غير محبوب لدى الكثير في مصر، حيث نعاني ارتفاع درجات الحرارة و به ونتمنى أن ينتهي سريعًا ويمر.
الكاتب والسينارست باسم شرف خلال حفل التوقيع
وجه «شرف» سؤالًا للشاذلي حول استخدامه القالب الشعري صراحة في «سفر البراءة» بالرواية، فأوضح أسامة أنه يحضر لعمل روائي يعتمد بشكل أكبر على هذا القالب الأدبي، وأنه يقيس مدى تقبل الجمهور له بهذه الرواية.
وأضاف أسامة، أنه عندما ينظر إلى الواقع الذي نعيش فيه يرى أنه أكثر عبثًا من النص الأدبي الذي قدمه، مشيرًا إلى جملة كان يرددها كثيرًا هو وصديقه المخرج أيمن الرحمن، خلال رحلة كتابة الرواية: «مصر بتعلي علينا» – في إشارة منه إلى أن الواقع أكثر عبثًا-.
وعن عمله الروائي المقبل، قال أسامة الشاذلي إنه يستعد لعمل لن تدور أحداثه في هذا الواقع بل ستقع في عالم الخيال وأنه سيعتمد بشكل أكبر على القالب الشعري.
وفي رواية أغسطس، مدينة نصر حي تسكنه القرود، أغسطس 9أسابيع، سيناء تم طمرها بمياه البحر، مطارات مصر أغلقت والمنفذ الوحيد للسفر هو مشرحة زينهم، ومراسم حج في ميدان التحرير، المواليد الذكور يحملون 4خصيات والبنات مرارتين، القاهرة تسقط عليها أمطار بولية… رواية أغسطس قلم على وجه كاتبها وقارئها، ابتسامة يعقبها ألم رهيب.
أسامة الشاذلي خلال حفل توقيع الرواية
أسامة الشاذلي، كاتب وروائي مصري، من مواليد 12 ديسمبر 1973، تخرج من الكلية الحربية المصرية عام 1994 وعمل ضابطًا بسلاح المدرعات، ثم ترك الخدمة عام 2005 ليصدر أول مجموعاته القصصية تحت اسم «نديم العدم»، ويتبعها 2006 بمجموعة «جمهورية الغابة العربية»، ورواية «سيد الاحلام» 2009 والتى حققت نجاحا كبيرا، صدر له عام 2010 رواية «قهوة الحرية»، اشترك عام 2008 فى تأسيس اذاعة اون لاين (تيت راديو ) وله الكثير من التسجيلات المعبرة عن الحال السياسي والاجتماعي في ذاك الوقت وحقق نجاحًا ملحوظًا ببعض المقالات الساخرة المقروءة.
أسامة قدم العديد من الأشعار الفصحى والعامية السياسية والعاطفية والساخرة لم تجمع في كتاب و اشتهر بتقديمه لنوعية من الأدب تُسمى « المنمنمات» بحيث يتم التعبير بأقل عدد من الكلمات عن موضوع ذات أهمية.
