تقول قصة صحيفة الديلى ميل البريطانية، أن حملة قطر لتنظيم كأس العالم 2022 تكلفت 117 مليون جنيه إسترلينى. وأن ذلك يساوى ستة أضعاف ما أنفقته الحملة الإنجليزية لاستضافة بطولة 2018. وصاحب تلك المعلومة هو اللورد تريسمان رئيس حملة إنجلترا ورئيس اتحاد الكرة السابق وقد أجبر على تقديم استقالته من منصبيه فى عام 2010. .وهذه القصة ليس فيها ما يعيب قطر.. فإنفاق مثل هذا المبلغ مبالغة قطعا.
(مليار و389 مليون جنيه مصرى).. لكن السؤال: هل وجه فى دفع رشاوى أو تقديم هدايا للفوز بحق تنظيم البطولة أم كان إنفاقًا على أوجه دعاية مختلفة للحملة القطرية؟
** موضوع كأس العالم أصبح فى يد العدالة الأمريكية والسويسرية، والبريطانية، وكأن فساد الفيفا تم اكتشافه فجأة.. بينما لم يندهش هذا العالم حين قرر ممثل الأوقيانوس الامتناع عن التصويت فى منح مونديال 2006 لألمانيا أو لجنوب إفريقيا.. وهذا العالم العادل النظيف، لم يكتشف أمر الملايين العشرة التى دفعت لجاك وارنر من أجل فوز جنوب إفريقيا بتنظيم مونديال 2010 على حساب المغرب.. وهذا العالم لم يدهشه التصويت على تنظيم بطولتين لكأس العالم مرة واحدة فى شتاء العام نفسه.. وهذا العالم غض النظر عن منح قطر شرف تنظيم البطولة التى تقام صيفا ثم تقرر نقلها للشتاء، ثم الله أعلم بمصيرها فى النهاية!
** كرة الفساد فى الفيفا مثل كرة الثلج التى تهبط من أعلى التل. نراها تكبر، وتدور، وتدمر حكومة كرة القدم فى العالم. نرى ذلك منذ سنوات، ونشير إليه كثيرا، والصحفيون الذين اختلطوا بأروقة الفيفا شاهدوا الفساد بعيونهم، وشاهدته أنا بالمنطق. فكان هو دليلى.. ولم أجد إجابات على أى سؤال، فلماذا التصويت على بطولتين مرة واحدة؟ وكيف تنظم قطر المونديال صيفا، بينما من المستحيل أن تنظم سباقا فى المشى صيفا؟! وما هو مصير التعاقدات التليفزيونية التى أبرمت مع الشركة الأمريكية التى ستنقل منافسات أهم بالنسبة لها فى الولايات المتحدة ولا يناسبها نقل مونديال 2022 إلى الشتاء؟ وهل توافق الدوريات الأوروبية على التوقف خلال الشتاء من أجل المونديال؟ وكم ستطالب بتعويضات من قطر لو احتفظت بالبطولة؟!
** سؤالى المهم والأخير يا ترى هل يمكن أن تطرح قنوات الجزيرة هذه الأسئلة فى برامجها وتناقشها بحرفية ومهنية وحرية وديمقراطية.. هل تقدم لنا إجابات؟ هل يمكن لقنوات بى إن سبورت الرائعة فى تغطياتها للمباريات أن تناقش تلك القضية ما دامت الجزيرة السياسية لن تناقشها..؟!
والنقاش أقصد به العمق، والصدق والشفافية.. ولا أتحدث عن دفع رشاوى، فهذا أمر تجرى خلفه جريا وكالات التحقيق فى أمريكا وسويسرا وبريطانيا، والهدف ليس مونديال قطر بقدر ماهو مونديال روسيا حسب ظنى.. وكل ما نطلبه إذن هو برنامج فى قنوات الجزيرة.. يقدم لنا إجابات تقنع منطقى، وهو مختلف تماما عن منطق سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين..!
نقلًا عن الشروق