كتبت : شيماء حفظي
«شجرة الكريسماس … اسم مستعار»
عرفت الشجرة باسم شجرة «عيد الميلاد» أو «شجرة الكريسماس» لكن هذا ليس اسمها الحقيقي، فهي شجرة «أروكاريا متغايرة الأوراق» والاسم العلمي لها «Araucaria heterophylla»، وهي شجرة مستديمة الخضرة بطيئة النمو مخروطية الشكل وتعد من الأشجار غالية الثمن.
وهي نوع من النباتات يتبع جنس الأروكاريا، وأوراق الشجرة مبرومة ورفيعة وتمتد أفرع الشجرة على شكل طبقات أفقية تزرع في الحدائق منفردة لجمالها، كما يمكن زراعتها كنبات زينة داخلية، حيث أنها تتحمل الظل لكنها لا تتحمل الصقيع ولا الرياح ولا الجفاف.
وتخرج أزهار شجرة أروكاريا في صورة مخاريط عددها من 4-7 مخاريط ، وتكون المخاريط المذكرة إسطوانية ، فيما تكون المخاريط المؤنثة مستديرة وفى حجم ثمرة جوز الهند الصغيرة، ووفقًا للمعدل الطبيعي للنمو فهي تنبت ورقة واحدة كل شهر، وتستغرق المخاريط من سنة إلى 3 سنوات حتى تنضج.
ويعد نصف الكرة الجنوبي هو الموطن الأصلى للشجرة، وتم اكتشافها في جزيرة Norfolk في جنوب المحيط الهادي شرق أستراليا مع اكتشاف القارة على يد الرحالة جيمس كوك .
«الكريسماس … عادة وثنية»
وعلى غير الشائع بين الناس بأن شجرة الكريسماس عادة مسيحية، فهي في الأصل عادة وثنية، انتقلت للمسيحية، والذين اتخذوا منها شجرة للاحتفال بعيد الميلاد، ثم اصبحت رمزًا للاحتفال بالسنة الجديدة بعيدًا عن الديانات.
ظهر تزيين الشجرة بين الوثنيين في ألمانيا، لإكرام وعبادة الشجرة، وكانت عادة ما تزين ويوضع بها فأس.
ويعود أول ظهور لشجرة الكريسماس في المسيحية، في عهد البابا القديس بونيفاس الذي أرسل رحلة تبشيرية إلى ألمانيا، ومع دخول أهل المنطقة في المسيحية، لم يلغوا عادة تزيين الشجرة لكنهم استخدموا رموزًا مسيحية في تزيينها، فألغوا وضع الفأس ووضعوا «نجمة» ترمز إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس الثلاثة، ورغم انتشارها كعادة إلا أن الكنيسة لم تعتمدها كطقس مسيحي رسمي.
«نور العالم في سفر التكوين»
بعد انتشارها في ألمانيا، انتقلت شجرة عيد الميلاد إلى فرنسا وأضيف إلى زينتها شرائط حمراء وشموع وتفاح أحمر، واعتبرت منذ ذاك الحين رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين، كما اعتبرت رمزًا للنور حيث تمت إضائتها بالشموع، ثم أصبحت رمزًا لـ «المسيح» وفقًا لأحد ألقابه في العهد الجديد “نور العالم”.
ثم أصبحت الشجرة حدثًا شائعًا، في إنجلترا على يد الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث، ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.
ومع اتساع رقعة المحتفلين بالشجرة حول العالم، انتشرت الأشجار الصناعية، بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وأسست شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد.
واختلفت أدوات تزيين الشجرة، فيستخدم حاليًا الكرات مختلفة الأحجام، بألوانها الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً، لكنها احتفظت بالنجمة التي تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس، وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس، يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها ليلة عيد رأس السنة.