«الفقير لا يملك سوى العمل والصبر» قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء المؤتمر الثالث للشباب بالإسماعيلية، لكن الجملة كانت فى نظر الكثيرين واقعاً يعيشونه، فالصبر وانتظار الفرج والأمل فى الغد سلاحهم، والعمل والكد والبحث عن وظيفتين بدلاً من واحدة، أصبحت عادتهم، لتتحول كلمة الرئيس إلى نقاش بين كثير من أبناء المجتمع.
من أسوان إلى القاهرة، جاء مصطفى عبدالخالق للعمل فى الورد، يعمل الشاب لدى أحد المحلات بوسط البلد مقابل أجر يومى يكفيه، لكن ترك أسرته فى الصعيد بحثاً عن العمل فى القاهرة له نوعان من الصبر: «بصبر على فراق أهلى عشان خاطر لقمة العيش، وبصبر على الحياة اليومية اللى بقت صعبة، وما أملكش حاجة غير الشغل، هنعمل إيه غيره يعنى» قالها الشاب، وهو يضع باقة من الزهور على دراجة، متوجهاً بها إلى محل آخر طلبها، مشيراً إلى أنه كغيره من المصريين فى انتظار انفراجة للأزمات التى تراكمت على المصريين فى السنوات الأخيرة: «هوه جه وفى بلاوى متلتلة وربنا معاه، بس مفروض يبقى فيه مراعاة شوية لمحدودى الدخل، عشان ما يتنسوش وسط المشاكل»، مشيراً إلى أنه ما إن أنهى دبلوم الصنايع حتى قدم إلى القاهرة للعمل: «الرئيس بيقول العمل والاجتهاد وإحنا والله بنعمل ده، بس محتاجين نتيجة حلوة، وأنا عن نفسى بشتغل شغلانتين عشان الحياة تبقى مظبوطة معايا».