تبدو من بعيد كأرض عادية يمكن السير عليها، ولكن عند الاقتراب منها تبدأ في استنشاق رائحة كبريت، ثم ترى دخانا يتطاير من الأرض، وعند تحريك الرمال تخرج النيران من الأرض بكثافة، في ظاهرة فوجئت سكان منطقة الهنداو بالداخلة محافظة الوادي الجديد، وأثارت دهشتهم.
ذهب الدكتور محمد عبدالظاهر، أستاذ مساعد الجيوفيزياء بمركز البحوث الفلكية، إلى المنطقة، وأخذ عينةً من الصخور الموجودة هناك لتحليلها، مؤكدا أن هذه الظاهرة ليس لها علاقة بالبراكين أو أي نشاط زلزالي آخر، وهي عبارة عن تفاعلات كيميائية في الطبقة الأولية من السطح: "المنطقة دي عبارة عن مواد وصخور بتحتوي على عناصر من الكبريت وطفلة سوداء تشبه الطين هي التي تسبب النيران، لأن الكبريت عندما يحدث له أكسدة يبدأ في الاشتعال، وتخرج رائحة غاز كبريتيد الهيدروجين".
درجة الحرارة تصل إلى 240
يمكن السير عليها بشكل طبيعي ولا تشعر بدرجة الحرارة بشكل كبير، ولكن عند تحريكها تظهر النيران وتشعر بسخونة شديدة، حيث تصل درجة الحرارة هناك إلى 240 درجة، وفقاً لـ"عبدالظاهر": "فيه عناصر فيها كبريت تحت التربة، لما بنحركها بتتشغل".
يؤكد أن كثرة استنشاق غاز كبريتيد الهيدروجين الذي يخرج من الصخور المشتعلة، ضار جدا للصحة، وهو الضرر الوحيد من وجود هذه المنطقة.
الاستفادة منها.. أو التخلص منها
ويمكن التخلص من هذه الصخور عند طريق ردمها بالرمال لمنع خروج الغازات، ولكنه يتمنى أن يحدث استغلال لهذه الصخور، فلو كانت درجة حرارتها مرتفعة بشكل كبير يمكن أن تساهم في إنتاج الكهرباء، ووجود عنصر يسمى "بيريت" يدخل في العديد من الصناعات مثل الأصباغ والأحبار والصناعات الإلكترونية وغيرها.
وتوجد هذه الظاهرة في مناطق أخرى في مصر، مثل وادي أبو طرطور، وفي مناطق أخرى من العالم كالسعودية وكندا، بحسب "عبدالظاهر"، مؤكدا أن هناك فريق سيذهب مرة أخرى إلى المنطقة للتأكد من أن المنطقة خالية من أي هزات أو زلازل.