ما انطلقت هذا الأسبوع أكبر عملية بحث عن وحش بحيرة لوخ نيس، في المرتفعات الاسكتلندية. حيث تحدى العلماء والمتحمسون من جميع أنحاء العالم المطر الغزير لمحاولة تعقب أثره.
ونشرت البعثة طائرات بدون طيار مع ماسحات ضوئية حرارية، وقوارب مزودة بكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء. ومكبر صوت مائي تحت الماء لمحاولة كشف اللغز الذي أسر العالم لأجيال.
وقال بول نيكسون، المدير العام لمركز بحيرة لوخ نيس: «لا يوجد ركن من الكرة الأرضية يمكنك الذهاب إليه ولم يسمع الناس عن نيسي. لكنه لا يزال أحد أكبر أسئلتنا – ما هو وحش بحيرة لوخ نيس». وفقا لوكالة فرانس برس.
ويضيف: «لا أعرف ما هو. كل ما أعرفه هو أن هناك شيئًا كبيرًا في بحيرة لوخ نيس. لقد رأيت عمليات مسح بالسونار لأجسام بحجم شاحنات النقل تحت الماء تتحرك».
وقالت تاتيانا ييبواه، 21 عاما، وهي سائحة من فرنسا، تزامنت زيارتها مع عملية البحث، إن زيارة بحيرة لوخ نيس كان حلم حياتها.
وتضيف ييبواه: «قد تكون أسطورة، أو قد تكون حقيقية – أحب أن أكتشف حقيقة الأمر». مشيرة إنها ستبقي عينيها ثابتتين على البحيرة أثناء زيارتها، فقط للتأكد من أنها لن تفوت أي شيء من عمليات البحث القائمة.
ويعتقد الباحثون أن الماسحات الضوئية الحرارية يمكن أن تكون حاسمة في تحديد أي حالات شاذة غريبة في الأعماق الغامضة.
كذلك سيسمح «الهيدروفون» للباحثين بالاستماع إلى أصوات غير عادية تشبه نيسي تحت الماء.
تمتد بحيرة المياه العذبة لمسافة 23 ميلاً (36 كيلومترًا) ويبلغ أقصى عمق لها 788 قدمًا (240 مترًا). وهي أكبر بحيرة في المملكة المتحدة من حيث الحجم.
تاريخ وحش لوخ نيس
هذا وتعود التقارير عن وحش مائي كامن في بحيرة لوخ نيس إلى العصور القديمة، مع المنحوتات الحجرية في المنطقة التي تصور وحشًا غامضًا بزعانف.
ويعود أقدم سجل مكتوب للمخلوق إلى عام 565 بعد الميلاد في سيرة الراهب الأيرلندي القديس كولومبا.
وفقًا للنص، هاجم الوحش سباحًا وكان على وشك الهجوم مرة أخرى عندما أمره كولومبا بالتراجع.
في الآونة الأخيرة، في مايو 1933، نشرت صحيفة «إينفيرنيس كوريير» المحلية قصة عن زوجين يقودان سيارتهما على طول طريق تم تشييده حديثًا بجانب البحيرة. وشاهدا «كائنا غريبا» في الماء. ومن وقتها بدأت تنتشر قصص مختلفة عن مشاهدات لنفس الكائن.
يوجد الآن أكثر من 1100 مشاهدة مسجلة رسميًا لـ«نيسي»، وفقًا لمركز بحيرة لوخ نيس في درومنادروتشيت، بالقرب من إينفيرنيس. لدرجة أن الوحش يجلب ملايين الجنيهات الاسترلينية (الدولارات) من عائدات السياحة للاقتصاد الاسكتلندي كل عام.
محاولات سابقة للبحث
على مر السنين، اقترح البعض أن الوحش يمكن أن يكون من الزواحف البحرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ مثل البليزوصور.
وفي عام 1972، أجرى مكتب تحقيقات بحيرة لوخ نيس أكبر عملية بحث حتى الآن، لكنها عادت خالية الوفاض.
أما في عام 1987، نشرت عملية Deepscan معدات السونار عبر عرض البحيرة. وادعت أنها عثرت على «جسم مجهول الهوية ذو حجم وقوة غير عاديين».
وفي عام 2018، أجرى الباحثون مسحًا للحمض النووي لبحيرة لوخ نيس لتحديد الكائنات الحية التي تعيش في المياه. لكن لم يتم العثور على أي علامات على وجود «بليزوصور» أو أي حيوان كبير آخر. على الرغم من أن النتائج أشارت إلى وجود العديد من الثعابين.