تحت عنوان «الولايات المتحدة ترسل لإسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل لحرب غزة»، أفاد تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الآخرى وقذائف المدفعية؛ للمساعدة في طرد «حماس» من غزة.
كانت واشنطن أكدت في عدة مناسبات دعمها الكامل وغير المشروط للعملية العسكرية الإسرائيلية، وحقها في الدفاع عن النفس، وخلال الفترة ما قبل الهدنة من 7 أكتوبر إلى 23 نوفمبر، استمر جيش الاحتلال في شن عدوانه على قطاع غزة لمدة 48 يومًا، ما أسفر عن استشهاد 15 ألف فلسطينيًا، بينهم 6.150 طفلًا وأكثر من 4.000 امرأة، وإصابة أكثر من 36.000 آخرين، يشكلون أكثر من 75% منهم «أطفال ونساء»، وفقًا لتقرير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس: «لقد أوضحت أنه بعد الهدنة يتحتم على إسرائيل توفير حماية واضحة للمدنيين، والحفاظ على استمرار المساعدات الإنسانية من الآن فصاعداً».
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
وكشفت الصحيفة الأمريكية النقاب عن حجم الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة، الذي راح ضحيته أكثر من 15 ألف شهيد فلسطيني.
وأوضحت «وول ستريت جورنال»، أن نقل ذخائر تقدر قيمتها بملايين الدولارات جواً، وبشكل رئيسي على متن طائرات شحن من طراز C-17، تحلق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب مباشرة، يظهر التحدي الدبلوماسي الذي يواجه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مشيرًة إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تحث حليفتها الأكبر في المنطقة على مراعاة منع وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، إلا أنها تزودها بالعديد من الذخائر المستخدمة في القصف.
ووفقًا للتقرير، ذكر المسؤولون أن موجة الأسلحة، بما في ذلك ما يقرب من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأت بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر واستمرت في الأيام الأخيرة، ولم تكشف الولايات المتحدة سابقًا عن العدد الإجمالي للأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل ولا عن نقل 100 قنبلة BLU-109، وهي قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل.
وتمت عمليات التسليح هذه من خلال جسر جوي مُكثف بواسطة طائرات الشحن العسكرية الأمريكية من طراز C-17، التي كانت تحلق بشكل يومي بين الولايات المتحدة ومطار بن جوريون بالقرب من تل أبيب.
وبالفعل استخدم جيش الاحتلال بعض السلاح الأمريكي، وتحديدًا القنابل ذات الحمولات الثقيلة من نوع «BLU-109»، في غارات جوية مدمرة على أحياء سكنية في غزة، أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، ومن بين أبرز تلك الهجمات، الغارة التي دمرت بناية سكنية بكاملها في مخيم جباليا شمال غزة، مخلفة أكثر من 100 شهيد، في حين اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القنابل الأمريكية ذات الحمولات الثقيلة في الغارة، مبررًا ذلك باستهداف أحد قيادات حركة حماس.
قنبلة BLU-109
وفيما يتعلق بـ تاريخ قنبلة «BLU-109»، فوفقًا للموقع الأمريكي Globalsecurity، تم تطوير «BLU-109» بوزن 2000 رطل في الأصل بواسطة شركة Lockheed Martin لهزيمة أهداف العدو ومواقع القيادة الآمنة، وتخزين الأسلحة المحمية، وموارد النقل والاتصالات الرئيسية، لتخترق علبة التكنولوجيا المتقدمة لـBLU-109 الهدف سليمًا للوصول إلى داخل الأهداف المحصنة، حيث ينفجر الرأس الحربي، ما يضمن تدمير الهدف.
وفي عام 1985، حصلت شركة لوكهيد للصواريخ والفضاء على عقد مع القوات الجوية الأمريكية لتطوير سلاح قوي للأهداف، وهو عبارة عن قنبلة يتم إطلاقها جواً بغلاف فولاذي يمكنها اختراق ما يصل إلى 6 أقدام من الخرسانة المسلحة في هدف مدفون ضحل.
وتعد هذه هي القنبلة الأمريكية BLU-109، وهى قنبلة شديدة الانفجار، شديدة الاختراق مصممة لتوفير قدرات اختراق تتراوح من 48.00 إلى 72.00 بوصة (1.22 إلى 1.83 متر) في الخرسانة المسلحة، ومصممة أيضًا لتكون مزودة بالليزر.
ويوجد من تلك القنبلة نوعين، حيث يختلف النوع BLU-109A/B عن BLU-109/B في نوع «حشوة المتفجرات»، وإضافة غلاف صلب مثبت خارجيًا، وتطبيق طبقة عازلة للحرارة (مبددة للحرارة) على الجزء الخارجي من جسم القنبلة.
وتربط قناة (أنبوب السباكة) بئر الصمام الخلفي ببئر الشحن وتوفر الوصول الضروري إلى الواجهة المكونة للصمام والبادئ، وأثناء التخزين والعبور، يتم إغلاق كلا البئرين بسدادة بلاستيكية أو فولاذية.
ماهى قنبلة BLU-109؟
ذكرت قناة القاهرة الإخبارية، أن القوات الجوية الأمريكية أطلقت قنبلة BLU-109، في الثمانينيات وهي قنبلة موجهة بدقة تهدف إلى تدمير الأهداف ذات التحصين العالي، تعتمد قوتها على توجيه دقيق بفضل أنظمة الملاحة والتحكم بالصواريخ عبر GPS، مما يسمح لها بتحقيق دقة متناهية في الضرب.
ويبلغ وزن قنبلة BLU-109 حوالي 2000 رطل، ويصل طولها 3.8 أمتار، تتميز بقدرتها التدميرية الكبيرة بفضل شحنتها الانفجارية من مادة التريتونال، مما يجعلها قادرة على تحقيق أضرار هائلة في الهياكل والمباني.
ولاقت قنبلة BLU-109 استخدامًا واسعًا في عمليات عسكرية، مثل حرب الخليج الثانية وحرب أفغانستان وحرب العراق، حيث أظهرت فعالية كبيرة في تدمير الأهداف المحصنة، ويتم استخدامها بشكل رئيسي ضد المخابئ والمباني المدرعة، وأي هدف يتطلب قدرة تدميرية فائقة.