recent
أخبار ساخنة

«كرافتة وملاية».. حكاية جريمة غامضة وراء وفاة شيخ المخرجين نيازي مصطفى

 

من خلال أفلامه كان يعد واحدًا من أبرز المخرجين الذين قدموا أعمالًا تعتمد على التشويق والغموض والحِيل والآلاعيب على شاشة السينما، يجعل الجمهور يدخل في حيرة كبيرة، تارة يفك اللغز وأخرى يدخل في حيرة، كان يهدفه بفنه أن يكون هناك نوعًا من المتعة ولا مانع من أن يصاحب العذاب المشاهدين وتتسارع دقات قلوبهم حتى ينزل تتر النهاية الذي حمل بصمة المخرج نيازي مصطفى.

وكعادة أفلامه التي يسيطر عليها الغموض، جاءت نهاية نيازي مصطفى، تحمل في طياتها كثيرًا من الإثارة التي أدخلت الجميع في حيرة ولم يستطع أحد فك طلاسم لغز وفاة شيخ المخرجين التي مّر عليها نحو 38 عامًا للدرجة جعلت رجال الأمن يقيدون قضيته ضد مجهول.

قبل نحو 38 عامًا وبالتحديد يوم 19 أكتوبر عام 1986، خرجت الصحافة وقتها تعلن مقتل نيازي مصطفى صاحب أول فيلم سينمائي للفنان نجيب الريحاني «سلامة في خير» عام 1937، وكان آخر ظهور له قبل الوفاة بساعات قليلة داخل ستديو منشغلًا بتصوير مشاهد فيلم القرداتي بطولة فاروق الفيشاوي وسمية الألفي.

بداية الجريمة

وحسب ما نشر في الصحافة وقتها وما جاء في كتاب «لا شئ هنا» للكاتب خيري حسن، تواجد نيازي مصطفى في منزله قبل الثامنة مساءً وكعادة خادمه يغادر في هذا التوقيت ويعود إليه صباحًا ويكون الخروج والدخول من باب المطبخ.

وفي اليوم التالي عندما عاد الخادم إلى منزل شيخ المخرجين، لم يستطع الدخول كالعادة من باب المطبخ الذي كان مغلقًا، واضطر أن يذهب للباب الرئيسي وعندما قرع الباب لم يستجب له المخرج الذي كان قد تجاوز وقتها الـ 75 من عمره، واضطر لزيادة من حدة الضرب على الباب، الأمر الذي جعل سيدة تسكن في العقار للخروج من باب شقتها.

وأخبرها الخادم - حسب ما جاء في تحقيقات النيابة والتي نشرتها الصحافة- أن سيده لا يرد عليه، لتخبره على الفور أنها مساء الليلة الماضية سمعت أصوات مزعجة قادمة من هذه الشقة استمر لعدة دقائق وانتهى الأمر بعد ذلك، ليكسر الخادم الباب ويدخل إلى الشقة ويدخل لغرفة النوم ويجد أمامه المخرج الكبير جثة هامدة.

مع وصول رجال الشرطة إلى مسرح الجريمة الذي كان يكتظ بالجيران وآخرين ونقل الجثة من الأرض إلى السرير، الأمر الذي تسببب في كارثة كبيرة عند رفع البصمات مع كثرة الأعداد التي تواجدت في المكان بعد الحادث.

وجد رجال الأمن محتويات الشقة مبعثرة تمامًا كأن القاتل كان يبحث عن شيئًا بعينه، وكان شيخ المخرجين الذي كان يعيش وحيدًا بعد طلاقه من كوكا، مقيد اليدين والرقبة والفم من خلال ملاءة سرير ورابطة عنق وفوطة، ومع المعاينة وجد أن مداخل ومخارج الأبواب كلها سليمة ولم يكن هناك أي عنوة أو عائق لفتحها من الأساس، مع وجود منضدة بجوار الفراش عليها مبلغ مالي وساعة يد ومحفظة كبيرة وأخرى صغيرة فارغتين بلا محتويات.

 استمعت النيابة لأقوال عدد من الشهود والأصدقاء وسكان العقار وأبطال فيلم القرادتي والذين أشاروا في التحقيقات إلى أنه في اليوم الذي وقع به الحادث غادر المخرج التصوير قبل الساعة السادسة مساء وهذه آخر مرة بالنسبة لهم حتى سمعوا بوفاته بهذه الطريقة في اليوم التالي.

ضد مجهول

وبعد عدة شهور وبالتحديد في شهر يناير عام 1987 أغلقت القضية وقيدت ضد مجهول، وظلت أسباب وفاة المخرج نيازي مصطفى من أكثر الجرائم غموضًا حتى هذه اللحظة، وهو المخرج الذي ترك وراءه إرثًا فنيًا يتجاوز 100 عمل منها أفلام «رصيف نمرة 5، فتوات الحسينية، سواق نص الليل، سلطان، سيجارة وكاس، سر طاقية الإخفاء، عنتر بن شداد، سفاح النساء، المتعة والعذاب، إنت اللي قتلت بابايا».

google-playkhamsatmostaqltradent